الثلاثاء، 12 فبراير 2013

كيف يفلت ريال مدريد من "فخ" فيرجيسون؟!

يخوض ريال مدريد الإسباني اختباراً صعباً أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي يوم الأربعاء المقبل لحساب ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

في هذا الموضوع سوف أتحدث حول الفخ الذي سوف ينصبه السير أليكس فيرجيسون المدير الفني لمانشستر يونايتد لنظيره في ريال مدريد جوزيه مورينيو، وكيف يتمكن النادي الملكي من الإفلات من هذا الفخ.

الفخ



لا أرى أن السير أليكس فيرجسيون سوف يلعب مباراة مفتوحة مع ريال مدريد على ملعبه، سانتياجو بيرنابيو، يوم الأربعاء المقبل لسببين:

الأول: هو أنه يعلم الدوافع الكبيرة لدى ريال مدريد للفوز على اليونايتد وتذوق طعم النجاح بعد مشواره المخيب في الدوري الإسباني هذا الموسم. علاوة على ذلك فإن دوري أبطال أوروبا لها الأولوية بالنسبة للنادي الملكي، لذا فإن اللاعبين لن يدخروا قطرة عرق من أجل تحقيق انتصار مريح على ملعبهم وبين أنصارهم، يخدم مصالحهم في الإياب من أجل المضي قدماً في دوري الأبطال.

الثاني: حصول ريال مدريد على راحة إضافية لمدة يوم، حيث أن الميرينجي خاض مباراته في الليجا يوم السبت ضد إشبيلية، في حين قابل اليونايتد نظيره إيفرتون يوم الأحد، ليس هذا فحسب، بل إن عدداً أكبر من لاعبي ريال مدريد حصلوا على الراحة، حيث غاب فاران، ألونسو، دي ماريا بالإضافة إلى مارسيلو، كما أن الثنائي الألماني: أوزيل وخضيرة كان على دكة البدلاء. علاوة على ما سبق، فقد أراح السبيشال وان النجم كريستيانو رونالدو وسحبه من الملعب في الدقيقة 63، كما خرج بنزيمة في الدقيقة 68. أما في المقابل فقد أراح فيرجيسون ثلاثة لاعبين فقط لموقعة ريال مدريد هم: فيرديناند، كاريك وأندرسون.

القصد هو أنه إذا لعب فيرجيسون مباراة مفتوحة، فهو يعلم أنه سوف يخسر المعركة البدنية من دون أدنى شك، وهو ما سيمنح عناصر اللوس بلانكوس ميزة كبيرة خلال المقابلة.

شيخ المدربين سوف يلعب مباراة دفاعية، حيث سيمنح عناصر خط الوسط أدواراً تكتيكية مهمة جداً على مستوى الشقين الدفاعي والهجومي. لا أعني بمباراة دفاعية أنه سيدافع بعشرة لاعبين في ثلث ملعبه، ولكنه سوف يمنح لاعبي الريال الكرة "بمحض إرادته"، وسوف يعتمد على تمركز لاعبيه بشكل يُغلق المساحات أمام عناصر الميرينجي ولا يمنحهم أي منفذ للوصول إلى مرمى الإسباني الشاب دافيد دي خيا، مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة المنظمة والسريعة لضرب دفاعات الفريق الإسباني. الفخ الذي قد يقع فيه لاعبو ريال مدريد في هذه الحالة هو إهمال تأدية واجباتهم الدفاعية والتفكير والتركيز فقط على كيفية تسجيل الأهداف وهز شباك دي خيا، وهنا قد يقعوا في فخ آخر وهو "التسرع" في إنهاء الهجمات من أجل إحراز هدف التقدم سريعاً، وهذه الأخطاء الفنية سوف تنبع من الرغبة الجامحة في الفوز بالتشامبيونز العاشرة والاندفاع النفسي لتعويض المشوار المخيب في الدوري الإسباني هذا الموسم ومصالحة جماهير البيرنابيو من خلال تحقيق نتيجة إيجابية، في مباراة تعتبر مباراة الموسم بالنسبة للفريق الملكي. الخلاصة أن السير أليكس فيرجيسون سوف يستهدف استثمار الضغوط على ريال مدريد كأفضل ما يكون لمصلحة فريقه.
 

كيف سيلعب فيرجيسون؟



الخطة والرسم التكتيكي

الفني الإسكتلندي سوف يدخل مقابلة البيرنابيو بخطة 4-3-2-1، من خلال الرسم التكتيكي الآتي:


               دي خيا 

إيفرا - فيديتش (إيفانز) - فيرديناند - رافاييل

             كاريك     

       أندرسون        كليفرلي

روني                         فالنسيا

             فان بيرسي

الاستراتيجية

الاستراتيجية الدفاعية ستكون الضغط المبكر بدءً من نصف ملعب اليونايتد وهو ما يفسر تواجد كليفرلي وأندرسون متقدمين عن ملك التكتيك مايكل كاريك والهدف من ذلك غلق مساحات الرؤية على تشابي ألونسو ومسعود أوزيل وبالتالي قطع الروابط بين خطي وسط الميدان والهجوم. فالنسيا سوف يأخذ تعليمات واضحة بمعاونة رافاييل للتصدي للجبهة اليسرى الخطيرة لريال مدريد المكونة من النجم كريستيانو رونالدو رفقة مواطنه فابيو كوينتراو. أما واين روني فسوف يلعب كمهاجم متحرك خلف فان بيرسي ولكنه سوف يميل بشكل واضح ناحية اليسار لغلق المساحات أمام أربيلوا.

أما فيما يتعلق بالاستراتيجية الهجومية فسوف يخدم الضغط المبكر على حامل الكرة من لاعبي ريال مدريد، خلق هجمات مرتدة خطيرة على مرمى الريال عن طريق استغلال انطلاقات فالنسيا، كليفرلي، أندرسون وروني والربط مع فان بيرسي.

هذه الاستراتيجية التكتيكية يُجيد عناصر اليونايتد تأديتها، وهي سوف تُصعب الأمور كثيراً على عناصر ريال مدريد ما لم يجد السبيشال وان جوزيه مورينيو الوصفة المثالية للتفوق عليها.

نقطة مهمة يجب الإشارة إليها أن هذه الاستراتيجية سوف تحرم ريال مدريد من استغلال نقطة قوته الأساسية وهي إجادة تنفيذ الهجمات العكسية.

كيف يواجه ريال مدريد ذلك؟



المفتاح

يتعين على لاعبي ريال مدريد استثمار الضغوط النفسية في صورة روح قتالية وعدم السقوط في الأخطاء الفنية التي أشرت لها آنفاً. من المهم جداً أن يعي لاعبو ريال مدريد أن الحفاظ على شباكهم نظيفة في لقاء البيرنابيو أهم من التسجيل، لأن تعويض هدف مانشستراوي في مباراة العودة لن يكون سهلاً بأي حال من الأحوال، خصوصاً أن اللوس بلانكوس سوف يدخل تلك المقابلة المعقدة بعد أن يكون قد خاص كلاسيكوهين حاسمين، أحدهما لحساب إياب نصف نهائي كأس الملك، والآخر في الليجا، وهو ما يعني أن عناصر الميرينجي ستكون مرهقة جداً بدنياً وذهنياً على حدٍ سواء عندما تحل ضيفة على ملعب أولد ترافورد.

إحباط الهجمات المرتدة من جانب مانشستر يونايتد هو المفتاح لتحقيق ريال مدريد الانتصار في لقاء الذهاب. 

الخطة والتشكيلة

أرى أنه من الأفضل أن يدخل ريال مدريد لقاء الأربعاء بخطته المعتادة (4-2-3-1)، وبتشكيلة مكونة من:

               دييجو لوبيز

كوينتراو - بيبي - فاران - راموس

          ألونسو - خضيرة

رونالدو     أوزيل       دي ماريا

                 بنزيمة 

الاستراتيجية



قلت أن المفتاح لتفوق ريال مدريد على مانشستر يونايتد في لقاء الذهاب هو إحباط الهجمات العكسية للفريق الإنجليزي، وهو ما يعني أنه يتعين على لاعبي ريال مدريد التحلي بعقلية متوازنة، بمعنى ألا يهمل اللاعبون أداء مهامهم الدفاعية، وألا يكون تفكير لاعبي الريال فقط في كيفية التسجيل وهز شباك دي خيا، ولكن لابد أن يكون التفكير في أداء الشقين الدفاعي والهجومي بشكل جيد على حدٍ سواء.

أما بالنسبة للاستراتيجية الهجومية، فالتوغل من العمق سيكون صعباً للغاية في رأيي للكثافة العددية التي سيلعب بها فيرجيسون في قلب الملعب، ولذا فإن الحل يجب أن يكون عبر الأطراف، بالاعتماد على الثنائي البرتغالي كريستيانو وكوينتراو على الجبهة اليسرى، والثنائي دي ماريا وراموس على الرواق الأيمن، وهنا تأتي أهمية مشاركة راموس على حساب أربيلوا الضعيف جداً هجومياً، وهذا سوف يجعل السير يمنح تعليمات لأندرسون لمعاونة إيفرا على الجانب الأيسر وهنا تقل الكثافة العددية في العمق قليلاً لأنه حتى إذا دخل روني إلى قلب الملعب لغلق المساحات، فلن يأخذ أبداً وضعية لاعب الارتكاز الدفاعي، وحتى إن حدث ذلك فلن يقوم بمهام هذا المركز مثل أندرسون بالتأكيد. ولكن في هذه الحالة يجب أن تكون هناك تغطية عكسية على الظهير المتقدم، بمعنى أنه إذا تقدم كوينتراو فيجب أن يبقى راموس في المناطق الخلفية والعكس صحيح، وعموماً سيكون من الأفضل بوضوح أن يُهاجم الريال عن طريق الجهة اليمنى، لأن كريستيانو الجناح الأيسر هو الأكثر قدرة من الجناح الأيمن دي ماريا على التوغل في العمق لالتقاط الكرات العرضية إلى جانب بنزيمة.

أما فاران فلا خوف عليه في مركز قلب الدفاع بعد المستوى الراقي الذي قدمه ضد برشلونة في كلاسيكو ذهاب نصف نهائي الكأس على ملعب البيرنابيو. 

إذا وجد الريال صعوبات بالغة في الوصول لمرمى دي خيا، فيجب عليه حينها أن يمنح الكرة لعناصر اليونايتد والعودة لأخذ مواقع دفاعية مثالية لغلق المساحات أمام رفاق روني، وهذا سوف يُمكّن الريال من العودة لاستغلال نقطة قوته الأساسية وهي السرعة الفائقة في تنفيذ الهجمات المعاكسة.



في النهاية، لا أرى اشتباك (ريال مدريد - مانشستر يونايتد) سوف يُحسم عن طريق اللاعبين حتى وإن كان روبين فان بيرسي نجم هجوم المانيو أو كريستيانو رونالدو نجوم الريال، ولكنها ستكون مباراة مدربين. ملعب البيرنابيو سوف يتحول إلى رقعة شطرنج بين فيرجيسون ومورينيو. حرب العقول بين المدربيْن الأفضل على مستوى العالم ستكون أكثر سخونة وإثارة بكثير من الحرب الكروية داخل الملعب، وكلا المدربين يملكان الأوراق التكتيكية الرابحة التي سوف تساعدهما على إجراء الكثير من التغييرات والتعديلات على الفريق أثناء المقابلة، ومن المؤكد أننا سوف نرى عملاً كبيراً من جانب الإسكتلندي والبرتغالي خلال المواجهتين، فقد نرى كاكا، مارسيلو وهيجواين يدخلان في الشوط الثاني من جانب الميرينجي، كما أنه من الممكن جداً أن يستعين فيرجيسون بخدمات أحد المخضرمين سكولز أوجيجز في الفترة الثانية بدلاً من أندرسون. داني ويلبيك وكاجاوا أيضاً قد يكون لهم دور في الخط الأمامي، ويبقى تشيتشاريتو ورقة حاسمة مهمة جداً في بنك احتياط المانيو.
أعتذر على الإطالة، وأنتظر قراءة تعليقات حضراتكم .. يمكنكم مناقشة محمد الشويمي في هذا التحليل وكل ما يخص الكرة الإسبانية والعالمية من خلال صفحته الشخصية على فيس بوك، عن طريق الضغط على like.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق